الأربعاء، 13 مايو 2015

عبدالرحمن الجفري والبيض يوجهان رسالة هامة الى زعماء الخليج في قمة كامب ديفيد


وجه الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض والقيادي ورئيس الهيئة الوطنية المؤقتة للتحرير

والاستقلال عبد الرحمن الجفري رسالة سياسية هامة الى زعماء الخليج والرئيس اﻻمريكي في

قمتهم التي ستنعقد في كامب ديغيد

ولاهمية الرسالة تنشر عدن الغد نصها بسم الله الرحمن الرحيم



حضرات أصحاب الجلالة والسمو

قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية    رعاهم الله وسدد خطاهم       



فخامة رئيس الولايات المتحدة الامريكية          الموقر



نهديكم سلام الله وأطيب التحايا:



ندعو الله أن يوفقكم لما فيه خير المنطقة والأمة والعالم في قمتكم الموقرة المنعقدة اليوم في كامب ديفيد.



ويسعدنا في هذه المرحلة الهامة من تاريخ جزيرتنا والأمة والعالم، أن نهنئكم على النجاح العظيم لـ"عاصفة الحزم".. ونرجو الله أن يوفقكم، وشعبنا الجنوب العربي معكم، في مرحلة "إعادة الأمل" التي نثق أن من خلالها سيتحقق الحسم بالنصر المؤزر غير المنقوص.



إن الولايات المتحدة الامريكية – كأقوى دولة في العالم، وكقائدة للعالم الحر – مطلوب منها أن تقف مع حرية شعب الجنوب العربي ومساعدته في دحر العدوان، ومع حقه المشروع في نيل استقلاله وبناء دولته (الجنوب العربي) الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كامل أرضه المعروف حدوده دولياً ما قبل الوحدة.



هذه الوحدة المفروضة التي تمت دون اختياره في مايو 1990م والتي تحولت إلى احتلال منذ حرب 1994م التي شنتها اليمن على الجنوب. وقد قاوم شعبنا الجنوبي العربي سلمياً مطالباً بتحريره واستقلاله وبناء دولته.



ثم جاءت الحرب الحالية على الجنوب التي شنتها مليشيات الحوثي وقوات علي عبدالله صالح التي شنّت نفس الحرب عام 1994م. واليوم، تشنّها بغرض تكريس فرض الوحدة المرفوضة من شعبنا الجنوب العربي. وهي حرب تقوم الآن بدعم من إيران والتي نأمل في هذه المرة أن تقف الولايات المتحدة الامريكية مع شعب الجنوب العربي وأن تدعم حقه المشروع، كما يقضي القانون الدولي المعاصر، في التحرير والاستقلال وبناء دولته.

 فشعبنا في الجنوب العربي لن يقبل، بعد اليوم، بأي شكل من أشكال الوحدة مع اليمن ولكنه حريص على أن تقوم بين دولته ودولة اليمن علاقات سوية تقوم على المصالح المشتركة ومراعاة حق الجوار؛ كما هو حريص على بناء علاقات متميزة مع جواره الإقليمي في الجزيرة العربية؛ وأيضاً حريص على تبادل المصالح المشتركة مع العالم وفي مقدمته الولايات المتحدة الامريكية؛ وحريص على تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.

وفي ذات السياق، لا نرى في الأفق أي أمن واستقرار في ظل الاحتلال اليمني للجنوب العربي؛ فشعبنا قاوم هذا الاحتلال بالطرق السلمية بصدور عارية، وقدّم الشهداء نتيجة قمع الاحتلال اليمني ومواجهته لحراك شعبنا السلمي.

واليوم، ومنذ اللحظة الأولى للغزو اليمني الجديد، والمقاومة الوطنية الجنوبية تقاتل هذا الغزو بأقل الامكانيات المتوفرة؛ وقدم – ويقدّم – العدد الكبير من الشهداء والجرحى والأسرى؛ وتُدمَّر مدنه وقراه بالأسلحة الثقيلة حتى أصبحت معظم أراضيه في عداد الأرض المنكوبة والمحرومة من كل وسائل الحياة – الغذائية والعلاجية والخدمات العامة كالماء والكهرباء. ولولا تدخل التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية لكانت المأساة أعظم وأخطر.

 ومن هنا، يؤكد شعبنا في الجنوب العربي تصميمه على حقه المشروع في التحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب العربي كما أثبتت الأحداث استحالة الاستمرار لأي شكل من أشكال الوحدة بين الجنوب العربي واليمن؛ وأن فرضها سيكون العائق الرئيس أمام أي أمن واستقرار في المنطقة.
اسمحوا لنا أن نطرح على قمتكم المباركة باختصار شديد، دون مقدمات، ما يلي، لإدراكنا بأنكم خير من يعلم حقيقة ما يجري:

[1] أن ما يجري في الجنوب العربي (عدن – لحج – الضالع – أبين – شبوة – حضرموت – المهرة وسقطرى) هو عدوان واضح المعالم يستهدف الجنوب، أرضاً وشعباً وهوية ومستقبلاً، من قوى لا علاقة لها بدين أو قيم.

[2] واضح منذ بدء هذا العدوان على الجنوب أن شعب الجنوب العربي قد عبّر عن رفضه لهذا العدوان بمقاومة غير مسبوقة وقدّم أغلى ما يملك، من الأرواح والدماء، ولايزال، من أجل الجنوب ولتحقيق أمله في تحريره واستقلاله وبناء دولته الجنوبية العربية الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة على كامل أرضه ليقيم علاقات متميزة مع مجلس دولكم الشقيقة، ودول العالم، وفي الصدارة منها الولايات المتحدة الامريكية، وليقيم علاقات بإخوانه في اليمن الشقيق على أساس من الإخوة والمصالح المشتركة.

[3] إن شعب الجنوب العربي يتقدم لكم بأصدق الامتنان لمواقفكم معه في هذه المحنة التي يمر بها. ويتطلع لتطوير مرحلة إعادة الأمل – عسكرياً وإغاثياً. وسيشكل بحق الحاضن الشعبي الاجتماعي لوجودكم إلى جانبه وفي أرضه. فعلاقاته متميّزة بكم، تاريخياً، ولازالت وستظل بإذن الله. ويحمل لدولكم الموقرة كل الود والاحترام، ويعتبر أمنه من أمنكم وأمنكم من أمنه، ورخاءه من رخائكم، واستقراره من استقراركم واستقراركم من استقراره. ويتطلع، في نفس الوقت، إلى مساندة الولايات المتحدة الامريكية شعب الجنوب العربي ودعمه في تحقيق هدفه.
[4] إننا نعلم أن التركيز في هذه المرحلة هو على دحر العدو وتحقيق النصر غير المنقوص، الذي بدونه قد تدخل منطقتنا في نفق قد لا يكون له مخرج، إلا أن شعبنا في الجنوب العربي على ثقة أن قضيته وأهدافه المذكورة في الفقرة [2] لن تكون إلا في صدارة اهتماماتكم الفعلية، وأن غبار المعارك لا يمكن أن يحجبها. فأنتم خير من يدرك أن تلك القضية العادلة قائمة ومُعلن عنها، وقدّم شعبنا في سبيلها الشهداء خلال كل السنوات السابقة لعدوان البغاة الإجرامي على شعب الجنوب العربي الذي قاوم هذا الغزو الباغي طوال الأسابيع الأولى للمعارك، ولازال، بينما اجتاح هؤلاء البغاة معظم محافظات اليمن الشقيق المسلحة بكل أنواع الأسلحة دون أي مقاومة تُذكر.
[5] إن شعبنا في الجنوب العربي يتمنى عليكم أن يكون الدعم للمقاومة الوطنية الجنوبية، فهي التي تصدت للعدوان من يومه الأول ولازالت، وقدّمت ما لا يقل عن 950 شهيداً وآلاف الجرحى كما أصبحت كثير من مناطق الجنوب منكوبة، وأن لا يذهب الدعم لغير مستحقيه بل لهذه المقاومة التي أثبتت جدارتها وقدّمت أغلى التضحيات. ولا يُؤتى بطارئين عليها ممن ساهموا في قتل شعب الجنوب وحراكه السلمي قبل هذا الغزو الباغي، بل منذ الحرب الظالمة في 1994م على الجنوب، ولم يساهموا بصده أو بالتعاون مع المقاومة منذ بدء هذا الغزو الباغي، ونقصد بذلك إخواننا من القوى السياسية في اليمن الشقيق.. وقطعاً، فإنكم خير من يدرك أن هذا الأمر سيسبب ردة فعل سلبية لدى المقاومة الوطنية الجنوبية قد يكون لها نتائج ستعيقنا جميعاً عن الأداء الإيجابي في مرحلة الحسم القادمة. ونحن مع إخواننا في اليمن الشقيق في أي مقاومة لهم في مناطقهم للعدو المشترك وليس استبدال احتلال الغزاة بإعادة إنتاج الاحتلال القائم وترسيخه. ولا نشك لحظة في أنكم خير من يدرك ذلك، وأنكم أحرص الجميع على درء أي سلبيات أو معوقات. من جهتنا، ندرك أهمية تعاون الجميع ضد العدو المشترك، مليشيات الحوثي وقوات علي عبدالله صالح، وفق آليات لا تسمح باستثارة أي آثار سلبية متراكمة في ميادين المقاومة.

ندعو الله أن يوفقكم ويسدد على طريق الخير خطاكم، وسيكون شعب الجنوب العربي معكم، ونثق أنكم ستكونون معه، وأن النصر بإذن الله قادم لتحالفكم المبارك بقيادة المملكة العربية السعودية.



وتفضلوا بقبول خالص التقدير والمودة.



الرئيس علي سالم البيض              عبدالرحمن علي بن محمد الجفري

رئيس الهيئة الوطنية الجنوبية للتحرير والاستقلال(الهيئة)

رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر(الرابطة)



25 رجب 1436هـ.. 14 مايو 2015م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق